• الرئيسية
  • غرفة الهداية
  • تابعنا



السؤال:
كيف نغتنم فرصة الحج؟
الجواب:

فيما يتعلق باغتنام هذه الفرصة، إذا يسر الله تعالى لك المجيء إلى هذه البقعة فاحرص على أن تملأها بذكر الله تعالى، فأنت إنما جئت إلى هذه البقعة لتشهد هذه البقاع الطاهرة المباركة والخير الذي فيها وتشتغل بذكر الله تعالى، فهو العمل الذي يشرع للحاج منذ دخوله إلى أن يخرج منه فإنه يبتدئ بالذكر لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ويتحلل بالذكر فيرمي الجمار قائلا: الله أكبر وكذلك يشرع له أن يذكر الله تعالى في كل المشاعر والمناسك التي يتنقل ويمر عليها من طواف وسعي ووقوف بعرفة وبمنى وبمزدلفة.
والله تعالى قد ذكر المؤمنين بأهمية دعاءه وذكره فقال: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا) وهذا ندب إلى الإكثار من الذكر والتكبير والتهليل والتحميد وإمضاء الوقت بما يجعل الإنسان مشتغلا بلهو أو حديث هذا له وقت آخر، أما هنا فهذا وقت عبادة، ولا يعني أن يكون الإنسان فظا غليظا بالعكس بل ينبغي أن يفشي السلام، وقد جاء في صفات الحج؛ ما بر الحج؟ قال: (إطعام الطعام وإفشاء السلام) وهذا فيه إيصال النفع للآخرين بكل وسيلة سواء كان نفعا ماديا كإطعام الطعام أو نفعا معنويا بإلقاء السلام وإظهاره، وإن كان الحديث ضعيفا لكن هاتين الخصلتين: إطعام الطعام وإفشاء السلام جاءت الأحاديث متوافرة في الندب إليهما.
إذا ينبغي للإنسان أن ينشغل في هذه المناسك وفي هذه المشاعر بكل ما يقربه إلى الله هي فرصة بث شكواك إلى الله تعالى أنزل حاجتك به تضرع إليه أن يغفر لك ذنوبك وأن يعلي من شأنك وأن يصلح أمرك وأن يجمع شملك وأن يوفقك إلى كل خير وأن يحفظ دينك وأن يثبتك على الهدى وأن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة فهو أفضل ما اشتغل به المشتغلون من الأدعية (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ويسأل الله جل وعلا من كل خير من خيري الدنيا والآخرة مما تهفو إليه نفسه ولا إثم فيه ولا اعتداء، كل هذا مما ينبغي أن يشتغل به المؤمن.
فلذلك أوصي نفسي وإخواني أن نغتنم هذه المشاعر بكل ما يقربنا إلى الله وإذا كنا كذلك فسنحقق الحج المبرور، كما أوصيهم بتوقي السيئات سواء كانت سيئات قولية أو قلبية أو عملية أو تتعلق بحق الله أو تتعلق بحق العباد، وأوصيهم بالرفق والإحسان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فإن ذلك مما يوجب رحمة الله وعطاءه، والله تعالى يقول: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، والإحسان متضمن لرحمة الخلق من الضعفاء وأهل الحاجة ومما يستوجب رحمة الله تعالى فالراحمون يرحمهم الله.
كل هذه المعاني إذا استحضرها المؤمن اشتغل بخير كثير وتوقى شرا كثيرا وبه يحقق شيئا من أوصاف الحج المبرور.

تاريخ إصدار الفتوى الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤ م
مكان إصدار الفتوى إقرأ
تاريخ الإضافة الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠١٤ م
حجم المادة 20 ميجا بايت
عدد الزيارات 1118 زيارة
عدد مرات الحفظ 185 مرة
الأكثر تحميلا